يصدر قريبا عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر ترجمة موسوعة أكسفور للعلمانية.

تضم موسوعة أكسفورد للعلمانية مجموعة كبيرة وواسعة من البحوث التي تتناول العلمانية من أبعاد مختلفة وتقاطعاتها مع الدولة والدين والمجتمع، وتقدم نظرة عامة عن الرؤى والأطروحات بخصوصها.

جدير بالذكر أن الشبكة العربية للأبحاث والنشر قد أصدرت العديد من الإصدارات حول العلمانية وما يدور حولها من جدل ونقاش مثل (ما وراء الغرب العلماني) و (العلمانية وصناعة الدين) و (الدين والعلمانية وحرية الضمير) و (تنويعات العلمانية في العصر العلماني).

يتألف الكتاب من مجموعة مقالات كبار الباحثين في الفلسفة والإنسانيات والتاريخ الفكري والنظرية السياسية والقانون والدراسات الدولية وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم الإنسان والتربية والتعليم والدراسات الدينية وغيرها من المباحث كلها تبدي اهتمامًا متزايدًا بالظاهرة متعددة الأوجه المعروفة بالعلمانية.

وهو يقدم عرضًا عامًا للعلمانية يراعي مداخلها المختلفة ويسهم إسهامًا مؤكدًا في مجال الدراسات العلمانية متعددة المباحث.

وتقدم فصول الكتاب المختلفة ما يتيح فهما شاملا لمفهوم العلماني والعلمانية مذهبًا وممارسة سياسية وحياتية، فهي تتنوع بين التعريفات وحشد المعلومات والمناقشات والمناظرات والتصنيفات والنظريات بالإضافة إلى عرض دراسات الحالة لتجارب بعينها.

لا يفترض مرجعنا وجود تعريفات ثابتة لمفاهيمه الأساسية، فترك حرية التعريف والتأصيل لكُتاب المقالات والدراسات، كلٌ حسب منظوره، مما أثرى المصنف بالاختلاف حتى بين أصحاب التوجه الواحد. ويتيح هذا للقراء على اختلاف اهتماماتهم ومداخلهم في القراءة حرية المقارنة واكتشاف مظاهر الاتساق أو التنافر والاختلاف. وهذه مزيّة في هذا المرجع يقدرها كل باحث عن الاستكشاف لا عن تأكيد معتقداته.

تتوزع مباحث الكتاب بين مداخل تعريف المصطلحات الأساسية التي تدور حول صفة “العلماني”، كما استقرت ترجمة صفة “secular”، وهي العلمانية مذهبًا والعلمانية ممارسة حياتية وسياسية. وتجتمع كل الدراسات التعريفية على الأصل الديني لمصطلح علماني، وعلى حضور الديني باستدعاء المضاد وفي كل مرة تستخدم فيها مفردة “علماني” ومشتقاتها.

أما أهم القضايا التي لا يسع كاتب تجاهلها، فهي مسألة تراجع الدين وصعود العلمانية أو تحول الدين، وإعادة النظر في افتراضات العلمانية.ومع هذا الاهتمام الجارف بالموضوعات المرتبطة بالعلماني والعلمانية، يبدي الكتاب اهتمامًا بقضية تنظيم دراسة العلمانية في الخطاب الأكاديمي والإعلامي والشعبي، وهذا ما ينعكس على تنظيم أبواب الكتاب وفصوله.

الباب الأول: يتناول في ست مقالات تمييز العلماني والعلمانية حياة ومذهبًا وعملية العلمنة أو أطروحة العلمنة.

الباب الثاني: يختص في تسع مقالات بمسألة الحكم العلماني المتجسد في حكومات قائمة تتخذ العلمانية مذهبًا للدولة في دول مختلفة في العالم الغربي وما وراءه.

الباب الثالث: يعرض في سبع مقالات مفهوم العلمانية السياسية وما يتعلق به من جدل سياسي وفلسفي واسع ــ في سياق سعي لفهم الموقف الليبرالي من الدين وإعادة النظر فيه. وتبرز في هذا الباب اختلافات حادة في فهم علاقة الليبرالية بالدين. ويستدعي في الجدل مرجعيات فكرية مثل هابرماس الذي يشار إلى تغير موقفه مع تغير فهمه لهذه العلاقة أو صياغته لها.

الباب الرابع: يتناول في سبع مقالات علاقة الدولة بالدين أو الكنيسة، وهي ما يحمل العبء الأكبر في مناقشة تنظيم الفضاء العلماني والديني.

الباب الخامس: يعود في سبع مقالات إلى المستوى الشخصي الفردي من ممارسة الحياة العلمانية؛ حيث يدرس الحياة العلمانية، والمجتمع، وحياة غير المتدينين في مجتمع متدين.

الباب السادس: يتناول في سبع مقالات إحدى أهم القضايا التي تواجهها العلمانية، وهي الأخلاق؛ حيث يسعى أكثر من باحث علماني إلى إثبات الفصل شبه الكامل بين الدين، لاسيما المُنزّل، والأخلاق، كما يُقْدم بعضهم على عرض ما يصفونه بالروحانية العلمانية.

الكتاب مرجع بحق يشير إلى روافد العلمانية، وأهم كتابها وأدواتها ومفاهيمها، وأهم ما كتب فيها. ولا شك أن الكتاب الذي بين أيدينا واحدٌ منها.

 

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق

السلة

لا يوجد منتجات في سلة المشتريات.