يصدر قريبا عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر ترجمة كتاب البروفيسور وائل حلاق بعنوان (إصلاح الحداثة: الأخلاق والإنسان الجديد في فكر طه عبد الرحمن) والذي سيصدر قريبا عن مطبعة جامعة كولومبيا.

جدير بالذكر أن الشبكة العربية للأبحاث والنشر قد بدأت ترجمة النسخة الإنجليزية الأخيرة بالتوازي مع تجهيزيها للطباعة ومن المرتقب أن تصدر بالتوازي مع الطبعة الإنجليزية.

قام بالترجمة الدكتور عمرو عثمان، مترجم كتاب (الدولة المستحيلة) و كتاب (قصور الاستشراق) سابقا.

يقول البروفيسور وائل حلاق في مقدمة الكتاب:

يركز هذا الكتاب بصفة خاصة على هذه القضية (الأخلاق)، إذ يخيطها عبد الرحمن في نسيج اشتباكه الخطابي مع المشكلات المركزية التي ترزح تحتها الحداثةُ في “الغرب” و”البلاد الإسلامية” (بحسب إشارة عبد الرحمن) على السواء، وبالنظر إلى الغرب وبلاد الإسلام لا باعتبارها دالّات جغرافية، وإنما تشكلات معرفية من الدرجة الأولى. فالكتابة عن أي شيء مركزي يعني أيضا عدم الكتابة عن أشياء أخرى كثيرة قد يكون بعضها مهما ولكن تلزم إزاحته إلى الهامش. وبناء عليه، لا يمكنني الادعاء أن هذا الكتاب يحوط بكل أبعاد مشروع عبد الرحمن الضخم أو حتى بأغلب تلك الأبعاد، إلا أنني آمل أن ما أناقشه فيه يكشف عن “الأعصاب المركزية” التي يعمل نظام فكره من خلالها. بعبارة أخرى، يتناول هذا الكتاب – في تبرير الكتابة عن مفكر عميق ما زال حيا نشطا – الخلايا الحيوية التي تجعل مشروع عبد الرحمن ما هو، والتي إن غيرنا تكوينها الداخلي يصير ذلك المشروع مختلفا اختلافا جوهريا عما نعرفه عنه الآن. يعنى هذا أيضا أنه مع تواصل مشروع عبد الرحمن، فإن لدينا بالفعل نسيج فكري ضخم يمكن التعرف عليه بوصفه إسهاما متميزا في الأخلاق جدير بأن يجذب انتباهنا وبأن يكون مادة لبحثنا.

كما يجدر بي أن أوضح في بداية هذا الكتاب أن النمط المدهش لطه عبد الرحمن المفكر لم يكن السبب الوحيد الذي استرعى انتباهي له. بل هناك سبب آخر، ألا وهو أن مشروع عبد الرحمن يرتبط بالقضايا نفسها التي استولت على اهتمامي خلال العقديْن الماضييْن. وتُظهر خاتمة هذا الكتاب بوضوح المشترك بين مشروعيْنا، وهي نقطة يجب أن تظل حاضرة أثناء قراءة هذا الكتاب وفهمه. آمل أن أي نقد أقدمه في معرض مناقشة كتابات عبد الرحمن وسبر أغوارها هو نقد عادل وصادق لأسس مشروعه المركزية والتي أحسبها – في مجملها – سليمة ومتماسكة. يلزم عن هذا أيضا أنه في معرض نقد كتابات عبد الرحمن، فإنني أستمر في تأملاتي الشخصية التي بدأتها في كتابي الشريعة: النظرية، الممارسة، والتحولات (2009)، ثم استأنفتها في كتاب الدولة المستحيلة (2013)، ومن ثم كتاب قصور الاستشراق (2018).
[1] يحتاج أي تقدير صائب لتناولي النقدي لأفكار عبد الرحمن معرفة بكتاباتي تلك.

[1] وقد ترجم الدكتور كيان أحمد حازم يحيى الكتاب الأول إلى اللغة العربية (دار المدار الإسلامي، 2018)، والكتابيْن الثاني (الدولة المستحيلة: الإسلام والسياسية ومأزق الحداثة الأخلاقي) والثالث (قصور الاستشراق: منهج في نقد العلم الحداثي) الدكتور عمرو عثمان (عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2014، والشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2019، على الترتيب).

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق

السلة

لا يوجد منتجات في سلة المشتريات.