ما السياسة؟

لمن هذا الكتاب؟.. وما هو موضوعه؟

يهدف هذا الكتاب إلى أن يكون مقدمة أساسية لعلم السياسة الذي بات علماً له علاقة وثيقة بالقرن الحادي والعشرين، إذ أنه لم يعد تقديم علم السياسة بمنهجية ضيّقة الأفق بإستنادها إلى بلد واحد منهجية معقولة في حقبة يتزايد فيها الإعتماد المتبادل بين دول العالم.

فالقصد من هذا الكتاب أن يتمكّن القرّاء من تشكيل آرائهم السياسية، والتوصّل إلى مزيد من الفهم بشأن المنهج الأكاديمي لعلم السياسة.”علم السياسة: الأسس” لا يعتمد في منهجيته على إفتراض الإنفصال عن سياسة العصر، وكذلك يبتعد عن فكرة الترويج لبرنامج سياسي قصير المدى، إنه يقوم بأساسه على مبادئ بعيدة الأمد يمكنها المساعدة على توجيه الإجراءات السياسية. فــ”السياسة” تعني النشاط الإنساني الأساس لتقرير كيفية إمكان العيش معاً في مجتمعات محلية، وقد تم وضع هذا النشاط في سياق جغرافي متسع وبعيد الأمد.

يهدف هذا الكتاب إلى أن يكون مقدمة أساسية لعلم السياسة الذي سيكون على علاقة وثيقة بالقرن الحادي والعشرين، ولا تدعي المؤلفة هنا القدرة على التنبؤ يقينًا بالشكل السياسي للقرن الجديد، إلا إنه من الواضح فعلاً أن الكثير من وجهات النظر القديمة التي تدور حول التنافس بين الدول العظمى، فضلاً عن الحروب الطبقية والأيديولوجية التي سادت حقبة الحرب الباردة باتت أمورًا ذات صلة أقل؛ إذ من المحتمل أن تنتقل قضايا مثل البيئة، والتنمية الحديثة، والإسلام، والحركة النسوية، ودور ما يوصف اليوم بالعالم الثالث (تشير إليه المؤلفة في هذا الكتاب باسم “الجنوب”) لتتخذ لنفسها مكانًا في صدارة الأحداث. كما إنه لم يعد تقديم علم السياسة بمنهجية ضيقة الأفق باستنادها إلى بلد واحد منهجية معقولة في حقبة يتزايد فيها الاعتماد المتبادل بين دول العالم.

من تتوجه إليهم المؤلفة بهذا الكتاب ليس لديهم معرفة منهجية مسبقة أو مواقف متصلبة من السياسة. فالقصد من هذا الكتاب هو أن يتمكن هؤلاء القراء من تشكيل آرائهم السياسية، والتوصل إلى مزيد من الفهم بشأن المنهج الأكاديمي لعلم السياسة (أو العلوم السياسية) كما يُطلق عليها إجمالاً في الولايات المتحدة

لا تعتمد المؤلفة في هذا الكتاب وجهة النظر القائلة بأن المنهجية “العلمية الاجتماعية” تتطلب افتراض الانفصال عن سياسة العصر؛ لكنها لا تحاول كذلك الترويج لبرنامج سياسي قصير المدى. فالمنهجية هنا تبحث عن مبادئ بعيدة الأمد يمكنها المساعدة على توجيه الإجراءات السياسية. فــ”السياسة” تعني النشاط الإنساني الأساس لتقرير كيفية إمكان العيش معاً في مجتمعات محلية، وقد تم وضع هذا النشاط في سياق جغرافي متسع وبعيد الأمد. وفي الكتاب إحالات متواترة إلى أوروبا كلها، وإلى الولايات المتحدة، فضلاً عن المملكة المتحدة. فالتركيز منصب على بلدان الغرب الصناعية المزدهرة نسبيًا، إلا إنه لا يمكن فصلها عن بقية بلدان العالم. وعند النظر في هذا البرنامج الطموح فقد استندت المؤلفة كثيرًا إلى أعمال أكاديميين عديدين استعار السياسيون (عادة في شكل كاريكاتوري) الكثير من أفكارهم.

ورغم أن المؤلفة لم تحاول إخفاء توجهاتها الليبرالية التي انعكست بالطبع على اختيار موضوعات النقاش، إلا أنها سعت إلى تقديم نقاش منصف ومثمر لجميع الموضوعات التي تعرضت لها في الكتاب.

بنية الكتاب

يبدأ هذا الكتاب بنقاش حول طبيعة علم السياسة ومختلف المنهجيات الأكاديمية المتبعة لفهمه. أما الفصل الثاني منه فيوضح السياقات المتنوعة التي يتم فيها النشاط السياسي، ومن ثمَّ يمسح فصلان الأفكار المتنافسة حول أهداف هذا النشاط السياسي.

تتناول الفصول الأربعة الأخيرة من الكتاب بشكل أكثر تفصيلاً ماهية القرارات السياسية وكيفية التوصل إليها. ويغطي الفصل الخامس نوع القرارات التي تُتخذ وكيفية تغير الأنظمة السياسية، بينما يستعرض الفصل السادس مجموعة متنوعة من الدول. ويركز الفصل السابع على كيفية صنع القرار في الديمقراطيات الحديثة. وأخيرًا يتناول الفصل الثامن بشكل أدق بعض مجالات صنع القرارات العامة، وحدود علمليات صنع السياسة العامة، ودور الأفراد في السياسة.

لم يُقسَّم هذا الكتاب بالطريقة نفسها التي تنتهجها غالبية المواد الدراسية في علم السياسة؛ أي إلى مجالات علوم فرعية، ولكن من منطلق هذه الإصطلاحات فالفصل الأول يدور حول الميثودولوجيا؛ بينما يتناول الفصلان الثالث والرابع بشكل رئيس النظرية السياسية؛ وأما الفصلان الثاني والخامس فيتناولان علم الاجتماع السياسي؛ بينما يتناول الفصلان السادس والسابع بشكل أساس المؤسسات السياسية/ الحكومات المقارنة،  في حين يتناول الفصل الثامن السياسة والإدارة العامتين.

وتتميز هذه الطبعة من الكتاب عن سابقاتها بإضافة عدة تحديثات إليها كانت كالتالي:

*معالجة نظريات مابعد الحداثة وما بعد البنيوية في الفصل الأول؛

* معالجة منقحة ومتسعة بعض الشيء لمفهوم العولمة في الفصل الثاني؛

*مناقشة الإرهاب في الفصل الخامس؛

*المزيد حول التلفيق والتسويق السياسي في الفصل السابع؛

* التوسع في مناقشة الدور السياسي للإنترنت في الفصل السابع أيضًا؛

* مناقشة صريحة للحكم متعدد المستوى والشراكات العامة-الخاصة في الفصل الثامن

واستجابة لتطورات الأحداث العالمية مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، والحرب على العراق أجرت المؤلفة على هذه الطبعة بعض التعديلات لتعزيز إحالاتها الدولية لإفادة الكثير من القراء العالميين (بما في ذلك قراء الطبعات البولندية والصينية).

كيف تستخدم هذا الكتاب؟

تحدد المؤلفة غرضها من هذا الكتاب في مساعدة القراء على تكوين آرائهم بشأن القضايا بدلاً من الجدل الفارغ حول قناعات مسبقة. وهناك الكثير من الطرق لتعريف الطلاب إلى علم ما، وقد اختارت المؤلفة في هذا الكتاب التركيز على طرح بعض الحجج الرئيسة في علم السياسة والمفاهيم المرتبطة به. وسيجد الطلاب الذين بدأوا بالفعل دراسة علم السياسة منظورًا أوسع في الفصل الأول المتعلق بالميثودولوجيا وسيكون هذا المنظور محفزًا لهم على المزيد من التفكير أكثر من عدة كتب دراسية محدودة ومفصلة، كما يجب أن يبرهن هذا الكتاب على أنه مفيد بصفة خاصة للقراء الذين يرغبون في تقييم مواقفهم السياسية بحيادية وذكاء.

ومن السمات المميزة لهذا الكتاب التي سيجدها القراء مفيدة بصفة خاصة هي تعريف المفاهيم الرئيسة التي ترد في المربعات من وقت إلى آخر ضمن النص. وتتميز هذه الطبعة أيضًا، تأكيدًا على الطابع الدراسي للكتاب ككل، بوجود قائمة من القراءات المقترحة في نهاية كل فصل لتساعد القارئ أو الدارس على بناء رؤية أوسع للموضوع محل الدراسة في الفصل.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق

السلة

لا يوجد منتجات في سلة المشتريات.