قدسية العلماني: فلسفة الدين بعد الحداثية

برادلي بي. أونيشي Bradley B. Onishi

المحتويات

صفحة الشكر

قائمة الاختصارات

المقدمة: “الفلسفة وعودتها إلى الدين” ومعايشات علمانية وراء المذهب العلماني

من العلمانية مذهبًا إلى العلمانية معايشة

أهي عودة إلى الدين؟

فلسفة الدين والدراسات الدينية

فلسفة الدين: النظرية والمنهج

قياس التوكيد بالنفي

خطة الكتاب

الفصل الأول “عوالم مختلفة، فيبر، هايدغر ومعنى الحياة”

بين الحقيقي والقيّم: كانطية فيبر

استطراد: الفيبريون الجدد ودرساة الدين دراسة أكاديمية

أساتذة ما ليس له معنى: فيبر وزوال السحر

ما وراء الحقائق والقيم: عالم هايدجر

هل الحق قيمة؟ الفلسفة في قفص فيبر الحديد

الدنيوية والوجود والمعنى

غياب المعنى من العالم ابتداءً

قدسية المعتاد

الفصل الثاني “التفلسف في أمر الدين: عودة السحر العلماني في أوائل أعمال هايدجر”

“تدين” فلسفة هايدجر الإلحادية

الفلسفة والتاريخ والدين

أرضية الوجود: الزمن والزمانية والتجاوز

الزمنية والدنيوية

الذات بوصفها موضوع البحث: اعترافات أوغسطين

الاحتمال بوصفه حقيقة/ الحقيقة بوصفها احتمال

هايدجر والدين وعودة مع العلمانية

الفصل الثالث ” ؟؟؟ والتغايرية: الديني والعلماني في باريس بين الحربين”

المعنى فيما وراء الوجود

هايدجر يذهب إلى فرنسا (مجددًا)

ليفيتاس: تخطي التجاوز عند هايدجر

باطاي: تخطي التجاوز عند هايدجر

مسارات دينية وعلمانية فيما وراء الوجود

الفصل الرابع: “نبي المستحيل: التحول الغيبي عند باطاي وفلسفة الدين القارية (الأوروبية)”

السيادة بوفها خسارة للنفس

ما وراء “إله” المقدس: ثانتالوجيا باطاي الغيبية

الصلب وممارسة التأمل العلماني

الموت أو المقدس؟ باطاي ودريدا وماريون

الفصل الخامس “قدسية العلماني: في تاريخ فلسفة الدين ونهايتها”

الوصل/الفصل الأصلي

كيفين هارت: التفكيك ولاهوت الذكر بالنفي

جون دي. كابوتو: سانت جاك والدين الذي بلا دين

مارك سي. تايلور: ال/لا/لاهوت وقدسية الحياة الفانية

المعايشة غير العلمانية للعلمانية عند تايلور

في تعقد الدنيوية

ليكن نورًا

الخاتمة”فلسفة الدين المعاصرة والدراسات الدينية ـــ ثلاثة أمثلة”

الأنثربولوجيا الغيبية وما بعد الإنساني

الاندهاش غير المتوقع

الرؤية في الظلام

البداية والنهاية وفلسفة الدين

الحواشي

المراجع

الفهرست

ينطلق الكتاب من سؤالين: هل العلمانية تساوي زوال السحر؟ وما إسهام فلسفة الدين في الدراسة الأكاديمية للدين؟ على أي نحو؟ ويجيب المؤلف على السؤال الأول بالنفي ويرى في المساواة بين الاثنين قصر نظر وتخلف. وعن السؤال الثاني يقول أهم إسهام هن فلاسفة الدين في دراسته الأكاديمية هو التفكير النقدي في فئة العلمان، بما في ذلك عرض الرؤى غير العلمانية عن العلمانية. ويقول المؤلف إن كتابه يفصل إجابته عن الأول عن طريق تناول الثاني.

  تبدا المناقشة من ملاحظة تحول فلاسفة يكتبون بالإنجليزية إلى مناقشة الدين في العقود الثلاثة الأخيرة بعد عصر من الإلحاد أو العلمانية منذ عصر التنجيد التنوير حتى الوجودية. وقد سمي هذا “بالتحول إلى الدين”. وقد أعلن علماء الأنثربولوجيا والسوسيولوجيا الدين في الفترة نفسها عن نهاية طرح التحول العلماني الذي كان يدعو إلى نهاية الدين أو يقول إنه ينتهي بالفعل في المجتمعات الحديثة منذ عقود القرن العشرين الأولى حتى الثمانينيات منه. ويؤدي هذا إلى طرح المؤلف السؤال التالي:

ما صلة أفول طرح التحول العلماني “بتحول” الفلسفة إلى الدين؟ وهل هي من قبيل المصادفة أن “تتحول” الفلسفة إلى الدين عندما أدرك الباحثون تأثير الدين القوي والمعقد على المسرح الجغرافي السياسي العالمي؟ وهل هذا التحول إلى الدين في الفلسفة القارية (الأوروبية) أدى إلى رؤى بديلة للعلمانية يمكن أن تتيح طريقًا غير طريقيّ الحداثة: زوال السحر والتعصب العلماني؟

  يقول المؤلف إن الافتراض الأساس لكتابه هو أن الفلاسفة في التراث القاري الأوروبي تعاملوا مع الظواهر لدينية بوصفها مصادر لرؤية أكثر حيوية ودقة للعلماني، في النصف الأول من القرن العشرين، قبل ظاهرة “التحول” إلى الدين في الثمانينيات والتسعينيات. وينبغي فهم هذا التحول كمرحلة لاحقة ضمن تراث فلسفي اعتمد على الظواهر الدينية لبناء رؤية أوسع للعلماني قبل ظهور حركتيّ انتهاء طرح التحول العلماني والتحول إلى الدين. ويطرح المؤلف السؤال هل ما نحن بصدده تحول إلى الدين أم اكتشاف أننا لم تتحول عنه قط. ويرى أن التعرف الدقيق على بنية حركة تعامل الفلسفة مع الظواهر الدينية وتاريخها لازم لفهم مساهمة فلسفة الدين المعاصرة في الدراسة الأكاديمية للدين. ويؤكد أن تاريخ فلسفة الدين الأوروبية ونطاقها أوسع وأعمق من أن تقيدها سردية حدودها الصيغ اللاهوتية بعد الحداثية أو “دريدا والدين”. فهذا لتاريخ تاريخ إقصائي يمنع رؤية مساهمة التناول الفلسفي في الدراسة الأكاديمية للدين.

  وكما يتضح من قائمة المحتويات التفصيلية، يبدأ المؤلف سرديته التصويبية بمناقشة التحول من العلمانية مذهبًا إلى العلمانية معايشة وهو في ذلك يعتمد على الكتب العمدة في المجال وإعلامه مثل خوسيه كاسانوفا وبيتر بيرغر وتوماس لوكمان وغيرهم. ثم يتساءل عن حقيقة التحول إلى الدين والعلاقة بين فلسفة الدين والدراسات الدينية وفلسفة الدين نظرية ومنهجًا، ويطرح المؤلف سؤال منهجيًا محوريًا، وهو: كيف تواجه الفلسفة الدين دون أن تقع في تعميم يُذهب الخصوصية أو اختزال يُذهب العمق في الظواهر الدينية والفلسفة نفسها؟

  ويستعين في الإجابة بتعبير يستعيره من توماس كارلسون، وهو “قياس الإثبات بالنفي” ويستشهد بقول كارلسون “إن نفي كل الكائنات في الفكر وفي اللغة ثم نفي النفي نفسه يعني نفيًا مزدوجًا يقود إلى إله غير مفهوم ليس بكائن وسط الكائنات لكنه يمنح الوجود لكل الكائنات”.

بنية الكتاب

الفصل الأول: وهو عرض أو مناقشة لسلسلة محاضرات فريبيرغ وأولها دورته التي بدأها عام 1919 بعنوان “فكرة الفلسفة ومشكلة الرؤى الكونية”، ويرى المؤلف فيها سعي هايدجر إلى نقد مفهوم زوال السحر عند فيبر، كما يتتبع الأصول المشتركة بين رؤيتي هايدجر وفيبر للإنساني والعالم ليصل إلى أن محاضرات هايدجر الأولى عن العلم والفلسفة والدين يمكن تأويلها كبديل لمفهوم زوال السحر عند فيبر.

الفصل الثاني: يختص الفصل الثاني بطرح المؤلف رأيه في دورات فلسفة الدين التي قدمها هايدجر بعد “فكرة الفلسفة” فيفسر لماذا تحوي ظاهراتية هايدجر رؤية بديلة لمعايشة العلمانية وكيف تقدم هذه الرؤية ومغزى تناول هايدجر الدين فلسفيًا وطريقته.

الفصل الثالث: يظل تركيز المؤلف على هايدجر هو خط الجدل في الفصل الثالث، وذلك بالتركيز  على واحد من أوائل قرائه الفرنسيين وهو جورج باطاي الذي انتقد هايدجر وحاول طرح تصور آخر للحياة العلمانية من خلال اشتباك مع الظواهر الدينية. ويواصل المؤلف تتبع أثر هايدجر ودائرة المتفاعلين مع فكره مع التركيز على باطاي، وهكذا يقوم الفصل على تتبع قصة اشتباك الفلسفة مع الدين من محاضرات هايدجر حتى مفكري باريس في فترة ما بين الحربين العالميتين.

الفصل الرابع: ينتقل المؤلف في هذا الفصل إلى تفصيل اشتباك باطاي مع الفكر الغيبي لاسيما في التراث المسيحي وفهمه فكرة “المستحيل”. ويقول إن إلحاد باطاي المشوب بالفكر الغيبي يشير إلى تطور مهم في الفلسفة الأوروبية بعد هايدجر ويرى أن مفهوم السيادة عند باطاي يستشرف الجدل المعاصر بين جاك ديريدا وجان لوك ماريون حول موضوعات الموهبة/ الهبة والمستحيل والموت.

الفصل الخامس: يعبر المؤلف المحيط الأطلسي بقصة الدين وما بعد الحداثة إلى أمريكا الشمالية. فيحلل قراءات مارك تايلور أصيلًا وكيفين هارت وجون كايتو فكر ديريدا. ويرى انقطاعًا بين منهج الباحثين الذين يكتبون بالإنجليزية في الدين وعلماء اللاهوت عن فلسفة هايدجر وما بعدها وغيرهم. ويحتل فكر ومن تبعوه قراءة ونقادًا النقاش.

الخاتمة: يدرس المقدمة عمل ثلاثة من تلاميذ تايلور السابقين هم توماس كارلسون وجيفري كوسكي وماري- جين روبنستاين، على أساس أن ثلاثتهم وسعوا نموذج التناول الفلسفي للدين من داخله وليس ضده كما طوروا نموذج المواجهة أو التفاعل الموجود في فلسفات الدين عند هايدجر وباطاي وتايلور.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق

السلة

لا يوجد منتجات في سلة المشتريات.