“عَطَب الذات وقائع ثورة لم تكتمل”، عنوان الكتاب الذي سيصدر للمفكّر والأكاديمي برهان غليون، والذي سيتحدث فيه عن صراعات المعارضة السياسية بين الإسلاميين والعلمانيين في عامي 2011 و2012 التي تزامنت مع تأسيس المجلس الوطني السوري.

وقال مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا بأن كتاب غليون سيصدر عن “الشبكة العربية للأبحاث والنشر”، في الذكرى السنوية الثامنة للثورة السورية.

ويتحدث المفكّر والسياسي برهان غليون في كتابه، الذي اطلع عليه موقع تلفزيون سوريا، عن فترة تأسيس المجلس الوطني وبداية الثورة وما قبلها، ويستعرض فيه الصراعات التي دارت بين الإخوان المسلمين وإعلان دمشق والكاتب نفسه والمعارضة التقليدية، لحين انتهاء رئاسته للمجلس في أيار من عام 2012.

ويقدم غليون سرداً تاريخيا عبر مذكراته لتفاصيل جلسات المجلس الوطني، ويوجه اتهامات وانتقادات حادة لكل من الإخوان المسلمين والتيار العلماني في المعارضة، وسياسيين آخرين مثل المعارض السوري رياض الترك وعضو الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان، كما يقدم بعد ذلك تحليلاته السياسية وأفكاره الخاصة في القسم المتبقي من الكتاب، كما قدّم أيضاً شهادته على مجريات الأحداث السياسية والصراع الدولي والإقليمي حول سوريا بين الدول الفاعلة، بالإضافة إلى تطورات الأحداث الميدانية في العامين الأولين من الثورة السورية.

كما سيجد القارئ في الكتاب الجديد شهادة برهان غليون على تاريخ سوريا السياسي الحديث منذ ستينيات القرن الماضي، مروراً بمجزرة حماة 1982 وموت رأس النظام السابق حافظ الأسد، والحركات السياسية التي نشأت في تلك الفترة مثل ربيع دمشق ومن ثم إعلان دمشق، وصولاً إلى بداية الثورة السورية، قدّم فيها الكاتب وصفاً لطبيعة المجتمع السوري وانقساماته السياسية والاجتماعية.

وينتقد برهان غليون في كتابه مقولة “أسلمة الثورة”، معتبراً أن النخب العلمانية عزلت نفسها عن الشعب وانتقدت الإسلام نفسه وليس الإسلام الجهادي.

وتطرق الكاتب إلى الدور الذي لعبه التدخل الدولي في المعارضة السورية السياسية، وتأثيرات ذلك على مختلف الجماعات والمجلس الوطني بشكل عام، مشيراً إلى أنه من الخطأ تحميل الدول مسؤولية فشل الثورة، خاصة أنهم قدموا بدايةً دعماً حقيقياً للمعارضة “المشتتة والمتصارعة”.

وترأس الأكاديمي المستقل برهان غليون المولود في حمص عام 1945، المجلس الوطني منذ تشكيله في تشرين الأول 2011، لحين تقديمه استقالته في أيار من عام 2012.

وضمَّ المجلس الوطني السوري 310 أعضاء من الكتلة الوطنية، وإعلان دمشق، والإخوان المسلمين، والكتلة الكردية، ومنظمة الآشوريين، وربيع دمشق، والحركة الشعبية، وشخصيات وطنية مستقلّة. وكانت الأمانة العامة للمجلس تتألف من 26 ممثلاً عن الكيانات السياسية، وتنتخب لجنةً تنفيذيةً من ثمانية أعضاء، بما في ذلك رئيس يُنتخَب لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد.

وانضوى المجلس الوطني السوري في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بعد تشكيله في تشرين الثاني من عام 2012.

وصدر لغليون عدة كتب باللغتين العربية والفرنسية، منها “الاختيار الديمقراطي في سوريا”، و”العرب وتحولات العالم”، و”المحنة العربية.. الدولة ضد الأمة”، و “اغتيال العقل”، و”الإسلام والسياسة.. الحداثة المغدورة”، و”مجتمع النخبة”، و”المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات”، و”ثقافة العولمة وعولمة الثقافة”، و”بيان من أجل الديمقراطية”.

رابط المقال :

https://www.syria.tv/content/%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%BA%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق

السلة

لا يوجد منتجات في سلة المشتريات.